كليوباترا… واخواتها

هل  يمكن ان تحكم امرأة بلدا عربيا؟.. كان هذا سؤالا طرحته احدى المحطات الإذاعية العربية .. وطافت بعدد من المستمعين من جنسيات عربية مختلفة لتتلمس اجابتهم عن هذا السؤال. أكاد أجزم أن كل من قابلوهم أجابوا بالنفي.. لا .. لا تستطيع إمرأة أن تحكم بلداْ عربياْ..! والمدهش أن حتى الأصوات النسائية التي طرحوا عليها السؤال ايضاً أجبن بالنفي .. كلهم لديهم نفس السبب.. أنها عاطفية وغير مؤهلة لحمل اعباء الحكم، وأن الشعوب العربية ثقافتها وخلفياتها تجعلها رافضة للفكرة من جذورها ..وأن المرأة آخرها أن تحكم بيتها

رجل واحد  فقط لم يتردد في اجابته على نفس السؤال وبكل ثقة.. نعم تستطيع .. ولمَ لا.. ألم تحكم كليوباترا مصر منذ آلاف السنين!!.. فلم استطع مقاومة التصفيق العفوي لرده… فأنا لا اميل حقيقةً للاتفاق مع الاخرين في ان المرأة لا تملك المقدرة النفسية بحكم تكوينها على مواجهة الضغوط لحكم الشعوب في عصرنا الحالي.. واتنبه على وقع كلمات ذلك الرجل .. لمَ يقللون من شأن المرأة اذا ما كان منصب الحكم على المحك ؟ .. لمَ يفترضون ان كل النساء سواء؟ .. هناك من النساء من تحمل قلباً قوياً واعصاباً من حديد.. وهناك من تملك المعرفة والخبرة الدبلوماسية والرؤية السياسية.. وهناك من لديها القدرة على ان تفعل اي شىء لتصل للنفوذ والمال والسلطة.. وهناك ايضاً من هي منزوعة القلب .. أليس كذلك

هل يختلف ما ذكرته في شىء عن مواصفات الرجل الحاكم “الحالي” .. أم أنها هي حقاً عقلية الشعوب العربية التي لا تقبل أن تحكمها إمرأة.  للأسف مازالوا يضعون المرأة في أقل من مكانتها ثم يدعون ان هذا لتكريمها.. أنا لا اتحامل بشكل مطلق على الرجل في حكمه لبلد ما.. فحكم دولة واحدة الان قد يحتاج الى عفريت لا جنس له لادارة شئونها! ولكن انا مع ان يُمَهَد الفكر العربي لأن تتواجد امرأة على الساحة.. ثم تُعطى الفرصة للمرأة علها تقدر على ما لم يقدر عليه سواها.. اذ لا يمنعها جنسها من أن تفعل !!  والدول امامنا الآن .. ألم يفسد فيها رجل .. وينهبها رجل.. ويظلم أهلها رجل .. بكامل عقله وارادته ؟ .. فماذا عساها أن تفعل المرأة أسوأ من ذلك يا تُرى ؟ !.. فلينظروا إلى المرأة المتهمة بقلبها وعاطفيتها.. هل تستطيع أن تحكم أم لا ؟  ولنا في كليوباترا .. وبلقيس.. و شجرة الدر .. وغيرهن من الأمثلة على المرأة الحاكمة القوية “الجميلة” التي حكمت .. ثم تركت خلفها تاريخاً يدرسه الرجال ويتحدثون عنه على مر العصور

زهرة لوتس