تعود الكثير منا على ترديد كلمة “توأم الروح” للدلالة على تشابه الصفات والميول وايضاً للدلالة على مدى خصوصية المكانة التي يشغلها شخص ما.. البعض يظن أن توأم الروح لابد أن يكون من نفس الجنس.. وإن كان من الجنس الآخر فلابد أن يكون هو الحبيب الغالي الذي يجب أن نبقى معه إلى الأبد.. وكنا نظن أن توأم الروح واحد لا ثاني له ولن يتكرر.. لكنها الظنون التي تعبث بنا ويحركها جهلنا في الحياة ..
فكما تقول الكاتبة الأمريكية (اليزابيث جيلبرت) في كتابها Eat, Pray, Love : “إن توأم الروح هو من يدخل حياتك فيكون فيها كالمرآة التي تعكس لك كل ما يعوق حركة حياتك، هو الشخص الذي يلفت انتباهك إلى نفسك حتى تصبح قادراً على تغيير حياتك. وقد يكون توأم الروح الحقيقي هو أهم شخص تلتقي به في حياتك لأنه وحده من يتمكن من إزاحة حواجز نفسك لايقاظها.. ولكن هل نستطيع أن نحيا مع توأم الروح إلى الأبد؟.. بالطبع لا.. لأن توأم الروح يدخل إلى حياتك فقط ليكشف لك عن نفسٍ جديدة أمامك ثم يرحل.. فالهدف من وجود توأم الروح هو زلزلة كيانك وكشف خباياه ومواطن ضعفه.. والعبث في قلبك لا لينكسر ولكن لتنفتح فيه نافذة ينفذ اليك منها نور جديد. ربما يتركك يائساً او فاقداً للسيطرة للدرجة التي تقودك في النهاية إلى اعادة صياغة حياتك..“
لكم توائمت روحي مع آخرين -ولكل مرحلة توائمها- فقدت منهم من فقدت، ودخل إلى عالمي غيرهم حتى انمحت الظنون و انجلت الرؤيا و أيقنت في النهاية ان توأم روحي هو من تتكامل معه الشخصية والأهواء.. هو من تذوب أمامه رهبة الاعتراف بالضآلة أو الضلالة.. هو من يصمت عنده صخب الحياة ليردد على مسامعي ما قالته نفسي سراً ولم أصغي لها … بل هو الصدى الراجع من آهاتي دون تذمر أو ملل.. لن يرقى لهذا المستوى اناس عاديون في حياتنا .. فلكلٍ حدوده وقناعاته.. وحده توأم الروح هو من يضيء القلب .. والدرب.. ثم لا يرافقك لمنتهاه !!
زهرة لوتس