رُدَّ قلبي

بعد ما يقارب السنة … عادت حبيبتي ، عادت ابنتي و صديقة عمري ، و عاد معها جزء من قلبي الذي كان فارغاً بغيابها. أشعر باحساس اكبر من ان تصفه الكلمات ، احساس لا يحسن وصفه سوى خفقات القلب ، احساس وصفته دموعي التي انهمرت لحظة رأيتها تخرج من باب المطار

صدقوا حين قالوا أن أحد أحب الابناء هو الغائب حتى يعود. ألا لعنة الله على الغياب و على الغربة و على المسافات التي قتلتني وأحيتني مرات و مرات طيلة عام من الانتظار و اللهفة في ظل قيود السفر بسبب جائحة كورونا

عادت… و عادت معها الثرثرة المحببة لقلبي و الاسئلة التي لا تنتهي و التي لا اريد لها ان تنتهي حتى  ولو لم يكن لها اجابة عندي. وجدتها و قد أصبحت أكثر نضجاً و حكمة وكأنما مرت عليها سنوات وليست سنة، فقد كانت سنة ليست كغيرها من السنوات التي نعرفها في كتاب العمر. مرت بها ضغوطات كثيرة واجهتها وحدها… غلبتها حيناً و تغلبت هي عليها احياناً أخرى

من يدري! .. فلربما كان هناك جانب مشرق لهذه الأزمة… فقد رأت من الدنيا و من الناس ما لم تره من قبل ، ففي ازمات كتلك فقط تظهر المعادن على حقيقتها. ثم اتخذت وحدها قرارات كبيرة و مهمة في حياتها العملية. أصبحت تعرف ما الذي لا تريده ، وهو الأهم  و الأصعب لتخطيط مسار المستقبل

عادت … و أضاءت ارجاء المنزل بضحكتها التي ادعو الله أن يديمها عليها و علينا، و أصبح المطبخ على قدم و ساق لأجل عيون حبيبتي … فالطبخ احد اساليبي شخصياً للتعبير عن الحب، و هل من اغلى من فلذات اكبادنا لنبثهم حبنا و سعادتنا

من كل قلبي … لكل من يقرأ هنا… أدعو الله أن يحفظ لكم أحبابكم و أن يجمعكم بهم على خير و محبة

زهرة لوتس

نصفي الآخر

بين حقائب عمري أخفيت حقيبة

أحمل فيها الغربة ولقب غريبة

ارحل فيها عن وطنـــي

ابحث عنها في شجني

في داخلها نصفُُُ منــي

ذكراه بعيدة .. وقريبة

افتش فيها عن شغفي

ذاتي تعلنها … للأسـفِ

النصف الباقي لا يكفي

لم يبقى في حقيبة نصفي

سوى بعض الحب وظل حبيبـة

(زهرة لوتس)