صبَح..صبَح

خواطر صباحية من على شاطئ البحر.. حيث امشي كل صباح.. في البداية كان بأمر الطبيب.. ثم اصبح حباً في نسمة الصباح المنعشة، وطمعاً في سخاء الدنيا التي اذا أقبلت عليها فاتحاً قلبك قبل ذراعيك.. تغمرك بعجائبها وتحيرك بلغات كائناتها.. لن تكون يوميات منتظمة  حتى لا التزم بكتابتها او اتعمدها.. ولكنها ستكون خواطر سريعة قصيرة محملة بنسيم البحر لتسجيل ما يقفز الى نفسي من مشاعر وافكار  ومشاهدات وضحكات .. من على الشاطىء
و صبح ..صبح
زهرة  لوتس
==========================================================================
نسمة صباحية عليلة، لا يقطع صوتها الا صوت العصافير .. فبرغم جفاف الشجر الا انه على ما يبدو مليئ باعشاشها، صوتها عالي وواضح .. يلفت انتباهي لدرجة أني لم اعد اسمع غيره وأفكر وانا اضحك بيني وبين نفسي يا ترى ماذا يقولون؟!. هل يروون لبعضهم البعض ما رآوه في احلامهم الليلة السابقة.. لابد انها كانت احلاماً سعيدة ،فهكذا توحي نبرة زقزقاتهم، ام انهم يتفقون على تنظيم انفسهم في جماعات تطير سوياً “متوكلين” بحثاً عن رزقهم .. وأتذكر “تغدو خماصاً وتروح بطاناً” !  أظنها تثرثر عني أنا .. من هذه المرأة الوحيدة التي تمشي على همومها فتسحقها ذهاباً واياباً حتى تتساوى بالأرض فلا يعد للهم حجماً ولا وزناً..!! سبحان الله
وصبح صبح 
 
صحيح الحب مالوش مواعيد.. حتى ولو كانت الساعة ٧ صباحاً، فالممشي على شاطئ البحر خالي ” الا مني انا طبعاً” و نسمة الهوا تلفني وتقبلني على استحياء، فأظنها قد أتت لي أنا وحدي.. الا اني اكتشفت انها نسمة شرقية رومانسية. فاتلفت حولي لأعرف المصدر فيظهر الحبيبان.. خطواتهما بطيئة فيها خجل  وفيها شجن أيضاً. هي تنظر للارض وترفع عينها بين الحين والاخر لترمقه بحنية تبدو مصطنعة.. وهو يحدق فيها كالاهبل بلا التفات الى ما دونها، يبدو ان حبهما مازال في اول ايامه..لذلك اختلسا ساعة الصباح المبكرة هذه ربما ليؤكدا على ما ظلا يرويانه طوال الليل.. ربما لم يناما الليل اصلاً..وأنا رايحة جاية .. رايحة جاية  وهما لا يشعران بوجودي.. فاضحك في نفسي وأحاول شحن طاقتي فأردد على وقع خطواتي : الحب الحب.. البوس البوس.. الشوق الشوق  
و صبح صبح

بحبك .. وحشتيني *

تأخذني خطواتي الصباحية اليوم لمسافة اطول، فأفكاري اليوم مختلفة ولا استطيع السيطرة عليها.. هي.. ودموعي !!  فاليوم عيد الأم.. وقد رحلت أمي منذ عام.. رحلت في مارس ايضاً.!! وانظر للبحر نظرة طويلة فأتذكر كم كانت تستمتع هي بجلستها على البحر وتكسبها الشمس لوناً جميلاً يضاف الى جمال لون بشرتها الناصعة البياض. اليوم لن اتمكن من الاتصال بها كعادتي على مدى عشرين عاما ً(هي فترة غربتي) لأهديها حبي وأشواقي .. واكتشفت اني لم ارها خلال تلك الأعوام الطويلة الا فترات قصيرة جداً… لكن وجودها في الدنيا وصوتها كان يملأ عيوني بصورتها كما ملآ فراغاً لم اعرفه الا برحيلها.   كانت تملآني بالطمأنينة فقد كنت أطلب منها دائماً ان تدعو لي بالصحة والستر، وهل تستقيم الدنيا بدونهما.!!  ألهذا انزوت الصحة وقل الستر بعد رحيلها ورحيل دعائها؟

اليوم وبعد ان مر عام .. اليوم فقط شعرت بأني مغتربة ,, اليوم فقط شعرت بالعشرين عام وكأنها سرقت من عمري. ولكن لأن اليوم عيدها.. والعيد يعني بهجة وتهاني وهدايا.. فلابد على الأقل بيني وبين نفسي أن اهنئها واقول لها: كل سنة وانتي اطيب من في الجنة وأحلى من فيها..وحشتيني يا فايزة

وصبح صبح

قديما قالوا “جنة من غير ناس ما تنداس”..فالممشى في الصباح الباكر يبدو جميلاً كلوحة فنية .. هادئاً كنفسي “في بعض الآحيان” إلا أنه خالياً من البشر..بالرغم من وجود كائنات حية أخرى كثيرة،  طيور .. حشرات… وقطط .. لكن حتى القطط غير مستعدة للازعاج الذي اسببه لها في هذه الساعة المبكرة… فتجلس بكل ثقة على كراسي المطعم المطل على البحر .. كل قطة على كرسي، اشكال والوان واحجام.. مفيش كرسي فاضي !.. لكن كمان مفيش بشر.. فيتسرب إلى نفسي احساس بعدم الارتياح.. لعله خوف،.لا ادري من ماذا.. فانا على يقين بأن هناك من سيأتي بعد قليل في عكس الاتجاه.. فقط احساسي بأني وحدي يزعجني، وما هي إلا دقائق فيأتي واحد… ثم اثنان.. فأكثر، فيجول بخاطري أن احييهم برغم اني لا اعرفهم..  فقط لاشكرهم على انهم محوا خوفي، واتابع في صمت وبنشاط أكثر.. اه طبعاً ، فهناك من يحرسني الآن.. ثم تظهرمن بعيد سيدة.. الاحظ انها تنشط في خطواتها اكثر لما رأتني .. حتى اذا اقتربت مني ابتسمت لي ابتسامة عريضة مع اني لا اعرفها.. وقالت لي بحماس المشتاق وبصوت عالي ” حمدالله ع السلامة” !!! ها ها ها  الوحدة صعبة يا جدعان

وصبح صبح 

أصل و صورة*

البحر يبدأ في القدوم .. اعني ان المد قد بدأ ..فيمحو تلك الصورة القبيحة للبحر وقت الجزر حين ترى احشاؤه و صخوره وزبالته!..  صوت أمواجه يعلو على صوت العصافير فلا أسمع حديثها اليوم.. ولكن يدهشني وقوف سرب من الطيور على شاطئ البحر مصطفين بانتظام عجيب.. وينظرون في اتجاه واحد  الى البحر.. وكأنهم في حالة ترقب وانتظار .. وكأنما الموج سيحضر لهم معه وجبة الإفطار، او ربما المزيد من الطيور من احبتهم المهاجرين.. فقد قيل لي أن هذه الأيام هي موسم هجرة الطيور.. لا ادري ان كانت هجرة من.. أو إلى !  اقف على مقربة لكن لا يؤرقهم اقترابي على غير العادة.. وأحاول ان التقط صورة اسجل بها جمال ما ارى من انتظام صفوفهم وتناغم الوانهم مع لون السماء ولون البحر والرمال.. الا أني لا اجد الشاشة تعكس ما اراه بعيني .. ربما لأني فاشلة في التصوير.. مع ان احد اصدقائي اخبرني ان أياً كان يستطيع التصوير .. إلا أني لا أرى الصورة ترضيني وأنا أعيش تفاصيلها الاصلية .. فاتراجع عن التصوير وافضل ان استمتع بما اراه.. قررت الانتظار معهم لأرى فيما انتظارهم بهذا الثبات.. ولكن طال وقوفهم ..وقصر وقتي.. فاستكمل طريقي بعد ان التقطت عيناي الصورة من كل زواياها.. احدى اللقطات الجميلة القليلة في ألبوم ذاكرتي

وصبح صبح

كعب الغزال*

المشي هو أسهل وأوفر رياضة . .رياضة تخفف عن النفس همومها ولا تخنقك جدران المراكز الرياضية ولا عيون ممارسي الرياضة فيها التي تظل محدقة في بعضها البعض دون كلمة واحدة… إلا انه اتضح لي أنها رياضة مكلفة أيضاً!! .. كنت أظن انك اذا أردت أن تمشي.. فما عليك إلا أن تلبس أي حذاء رياضي وملابس مريحة و ياللا.. لكن الواقع غير ذلك.. فأنا كإمرأة أحتاج أن أمشي وأنا مرتاحة دون أن أحمل هم المعاكسات والنظرات الثاقبة… اديها عدد (1) بلوزة جديدة وتكون طويلة وواسعة حتى تخفي التضاريس المستفزة!! .. وايه كمان؟ ..المشي يحتاج إلى حذاء مناسب وله مواصفات خاصة للمشي أو الركض.. طيب أي حذاء رياضي يمشي الحال وكده يعني!! لأ.. لابد أن يكون من ماركة غالية وله شكل معين حتى لا تتأذي القدم ..والكعب.. و بز الِرجْل.. ووو.. طيب طيب .. ماشي.. واتذكر اغنية “كعب الغزال يا متحني بدم الغزال”…  اديها عدد (1) جزمة رياضية غالية بالمواصفات اياها… واقعدي لفي عليها كل المحلات حتى تتورم قدماك من كتر اللف.. آآآه أخيراً وجدت الحذاء .. كده كله يبقى تمام… واعددت العدة لليوم التالي حتى أمشي وأنا متأنقة ومسلحة بالملابس الرياضية التمام من رأسي إلى اخمص قدمي…!!

ثم أفيق في الصباح الباكر .. أبكر من المعتاد.. زي العيال الصغيرين… حتى امشي فترة اطول …إلا أني أجد نفسي غير قادرة على ان اضع قدمي على الارض.. آه ربما مازلت احلم بالحذاء الجديد .. ياللا اصحي وانزلي رجليك من على السرير … ياللا هوب هوب هوب .. مفيش فايدة.. محاولات مضنية حتى تمكنت من الوقوف على قدمي… فاذا بكعوب رجليا تصرخ صرخة مدوية … ويضرب الألم حتى آخر رجلي من فوق .. حتى المشي العادي غير قادرة عليه…يا نهار اسود.. طب والحل؟!.. دوا مضاد للالتهاب .. وراحة من المشي .. وراحة من الكلام (مش عارفه ليه).. ومددي رجليك قدامك طول ما انت قاعدة… الله!! .. طب والبلوزة الجديدة .. والجزمة الغالية التي انظر اليها بجانبي في علبتها ذات الماركة العالمية !!!! آآه معلش بقى بعدين الكلام ده… فيحضرني المثل الشعبي العظيم ” جت الحزينة تفرح .. مالقتلهاش كعب… قصدي مطرح”..!!!!

وصبح .. صبح