أما بعد

تسبق كلماتي افكاري، تتسابق كلتاهما على الوصول إلى هنا، و حتماً سأكافيء من تصل منهما أولاً إلى واحتي التي اجدكم واجد نفسي معكم فيها.  بمزاج محبب إلى نفسي و بروح متفائلة أستقبل برد الشتاء و انتعاش المطر، هذا الثنائي العبقري الذي لابد أن يثلثه الحب. إذ أن اجتماع الثلاثة كثيراً ما يصبح ضرورة لتوقن أنك مازلت حياً نابضاً وأن الفصول الأربعة مازالت تدور وتختلف، والأهم… أن الحب مازال هنا لم يهجر ربوعنا.

أما بعد 🙂 … فكنتُ دائماً ما اتساءل لماذا تولد معظم قصص الحب في الشتاء … وتنتعش و تنمو في الشتاء … ثم تموت وتنتهي في صيفٍ ما؟! انها رومانسية الأجواء… و رمادية السماء من خلف النافذة التي تحسب لحظتها انها مرآة ما صنعت الا لتريك نفسك وهي تتسرب على جدران ذاتك. إنها حبة المطر التي ننتظرها طويلاً حتى اذا هطلت نجري منها لنختبيء ونحتمي وندعو الا تغرقنا… فهل سلمنا حقاً من الغرق !. هي لسعة الهواء الباردة التي تفيقك من كآبتك وتدغدغ ذكرياتك بفجائيتها الناعمة. إنه ذاك الدفء الذي تنعم به اذا تسرب إلى اوصالك يهديك نبضاً دافقاً و يفتح امامك شاشة عرض خاصة لك وحدك ترى عليها حلو ذكرياتك مع الأهل أو الأحباب. فأما الأهل فهم من شاركوك أول لحظات اكتشافك لهذه الأجواء، وصارت لديك معهم شبه طقوس لا يؤدوها الا اذا حل الشتاء وانقطع الطريق بسبب الأمطار فتجتمع الأسرة تشع دفئاً على كل فرد من افرادها. وأما الأحباب… فهم من علموك – ومازالوا-  كيف تستمع إلى المطر و تغزل من خيوطه عباءة نقية تحتويك للحظات ثم تتبعثر قطرات. وهم من أخبروك أن تغلق عيناك في وجه النسيم البارد اذا باغتك … لا لتتفاداه وانما لترى من خلال شفافيته وطهره ما يحمله لك معه… غالباً ما تكون ابتسامة 🙂

فأهلاً حلوة بالشتاء وبالمطر… و بالحب!

 زهرة لوتس